ورقة أثرت فيي

ككل صباح بعد أن غسلت وجهي وتابعت رحلتي باتجاه غرفتي ، مريت بناظري وأنا أضع يدي على الأخرى خلف ظهري بتلك الرزنامة اللطيفة، نظرت الى تاريخ اليوم الجديد وتحته الى أوقات الصلاة وهممت أن أصرف نظري وأتابع مسيري نحو غرفتي ولكن لفتت نظري هذه الكلمات ففتحت عيناي أكثر من اللازم واقتربت لأرى المكتوب بتمعن أنها آية من القرآن الكريم تقول:

بسم الله الرحمن الرحيم (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) صدق الله العظيم

تابعت مسيري في الممر المودي الى الغرفة والهدوء يسكن أرجاء البيت كون طفلي نائماً هنا بدأ مخي يعمل بسرعة (أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ ) (رَّحْمَةِ اللَّهِ) (يَغْفِرُ) (يَغْفِرُ) (يَغْفِرُ) (يَغْفِرُ)

لم ارتدي ثياب العمل ولم اشغل نفسي بما سأرتدي اليوم وما هي طلبات الزوجة وو الخ ، وارتميت على سريري واضعا يداي خلف رأسي وفي سقف الغرفة شاخصأ نظري وبدأت أكرر الآية يالله ما أعظمك أتغفر للمسرفين والعصاة والغافلين وفوق كل هذا تسميهم عبادك، فكرت فكرت وبدا قلبي ينبض حباً لله ما أروعك ياربي وما أعظمك يا خالقي ولنعم الكريم أنت ولنعم المولى أنت، وأنا من طبعي أني أول شيئ أفكر فيه في الصباح فسيبقى بخاطري حتى انام أي شيئ (  كلمة لأمي ، بيت شعر ، لحن ما ) وبقيت هذه الاية في خاطري الى أن وصلت مكتبي، وبدأت أبحث عن هذه الآية قرأت وقرأت تفسيرها وما قاله أيضا رسول الله في شأن التوبة وعندما علمت أن الله يغفر الذنوب جميعاً الا أن يشرك به وحقوق الآخرين ، قلت في سري الحمد لله التواب الرحيم العفو الكريم  ونويت أن أبداً بداية جديدة كل صباح وكل يوم ملؤها التفائل والثقة بأنا لله سيتوب على ما سلف ويغفر ما مضى وشكرا لك ربي لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك (عبدك الفرح بكلامك) ومرة أخرى أوصيكم أن تقرأوها وتحفظوها ولنضعها نصب أعيننا ولنذهب عنا وسوسة الشيطان بأنه لا توبة أمامنا وأن حياتنا الى جحيم ووو الخ. فلنبدأ بداية جديدة كما سأفعل أعتذر للإطالة وأرجو ان لا تصنوفو كلاماتي بكلمات المواعظ والحكم بل هي صدقاً إحساسي اليوم وشكراً لكاتب حروف الرزنامة وشكرا للمصغين الى شخوطاتي.